أين المفر ؟
فالبحرُ قَطَّبَ حاجبيهِ....
وذي النوارسُ فوق جرحي تَنْتَحِرْ
والليلُ سافر في دمي مُتَوَرِّمَ الساقينِ...
مَبْحوحَ الوَتَرْ
والأرضُ تَصْرُخُ في عيوني والبلابلُ والشجرْ
هذي خريطةُ جرحيَ المفتوحِ تَحْلُمُ بالغيومِ...
وتشتهي طعمَ المطرْ
وحقيبةٌ سوداءُ خلفَ البابِ أَرْهَقَها السفرْ
يا طفلتي
لا تحلمي بالوردِ يَرفعُ رأسَه المشروخَ...
في الأرضِ الخرابْ
يا طفلتي
لا شمسَ حتى يُفْرِغَ الإعصارَ ما اختزنَ السحابْ
هذا زمانُ القحطِ فانتظري...
ذئابَ الليلِ تفترسُ الرقابْ
ما لم تهز الريحُ سنبلةَ الحياةْ....
لِتُورِقَ الأزهارُ في الزمنِ اليبابْ
يا طفلتي
الطينُ بين المالحين عيونُه الحمراءُ...
تَقْدَحُ بالشررْ
وأكاد ألمح من وراء الأفقِ مُهْراً....
يوقدُ الشمعاتِ سِرًّا
بعدما انكسرَ القمرْ
ليضخَّ عشقَ الأرضِ ناراً....
في شرايينِ الذين "على الأرائكِ ينظرونْ"
حيث الذقونُ النائماتُ على البطونْ
هذي رياحُ العشقِ هاجت في دهاليزِ الصدورْ
وتحررتْ كلُّ الضفائرِ...
من نفاياتِ الزنازنِ والبخورْ
وعلا الصهيلُ على الهديلِ....
وجَنّحَتْ في الأفقِ آلافُ النسورْ
من قال أن الأرضَ بين المالحين بلا بذورْ
من قال إن الأرضَ آنَسَتِ الحمائمَ....
دون أن تََلِدَ الصقورْ
فغداً ستنتفضُ الجذورُ الحُمْرُ....
في رحمِ القبورْ
لِتعيدَ ترتيبَ الأمورْ
يا أيها الأملُ المغمّسُ بالرمالِ....
وبالدماءِ وبالدموعْ
أبداً أراكَ على مدارِ الشمسِ...
تَمْتَشِقُ الكواكبَ والسنابلَ والنجومْ
أبداً تُفَتشُ في زوايا الرحمِ عن نارِ الجذورْ
عن بذرةٍ حمراءَ تصرخُ في ملايين الجذورْ :-
( لا بُدَّ للبذورِ أن تغادرَ القشورْ )
:صبحي ياسين
فالبحرُ قَطَّبَ حاجبيهِ....
وذي النوارسُ فوق جرحي تَنْتَحِرْ
والليلُ سافر في دمي مُتَوَرِّمَ الساقينِ...
مَبْحوحَ الوَتَرْ
والأرضُ تَصْرُخُ في عيوني والبلابلُ والشجرْ
هذي خريطةُ جرحيَ المفتوحِ تَحْلُمُ بالغيومِ...
وتشتهي طعمَ المطرْ
وحقيبةٌ سوداءُ خلفَ البابِ أَرْهَقَها السفرْ
يا طفلتي
لا تحلمي بالوردِ يَرفعُ رأسَه المشروخَ...
في الأرضِ الخرابْ
يا طفلتي
لا شمسَ حتى يُفْرِغَ الإعصارَ ما اختزنَ السحابْ
هذا زمانُ القحطِ فانتظري...
ذئابَ الليلِ تفترسُ الرقابْ
ما لم تهز الريحُ سنبلةَ الحياةْ....
لِتُورِقَ الأزهارُ في الزمنِ اليبابْ
يا طفلتي
الطينُ بين المالحين عيونُه الحمراءُ...
تَقْدَحُ بالشررْ
وأكاد ألمح من وراء الأفقِ مُهْراً....
يوقدُ الشمعاتِ سِرًّا
بعدما انكسرَ القمرْ
ليضخَّ عشقَ الأرضِ ناراً....
في شرايينِ الذين "على الأرائكِ ينظرونْ"
حيث الذقونُ النائماتُ على البطونْ
هذي رياحُ العشقِ هاجت في دهاليزِ الصدورْ
وتحررتْ كلُّ الضفائرِ...
من نفاياتِ الزنازنِ والبخورْ
وعلا الصهيلُ على الهديلِ....
وجَنّحَتْ في الأفقِ آلافُ النسورْ
من قال أن الأرضَ بين المالحين بلا بذورْ
من قال إن الأرضَ آنَسَتِ الحمائمَ....
دون أن تََلِدَ الصقورْ
فغداً ستنتفضُ الجذورُ الحُمْرُ....
في رحمِ القبورْ
لِتعيدَ ترتيبَ الأمورْ
يا أيها الأملُ المغمّسُ بالرمالِ....
وبالدماءِ وبالدموعْ
أبداً أراكَ على مدارِ الشمسِ...
تَمْتَشِقُ الكواكبَ والسنابلَ والنجومْ
أبداً تُفَتشُ في زوايا الرحمِ عن نارِ الجذورْ
عن بذرةٍ حمراءَ تصرخُ في ملايين الجذورْ :-
( لا بُدَّ للبذورِ أن تغادرَ القشورْ )
:صبحي ياسين